Post by Admin on Sept 26, 2023 6:31:55 GMT
يسوع الخادم
"كما أن ابن الإنسان لم يأت ليخدم يل ليخدم" (متى 28:20). هل تجد في العالم كله أحدا عنده كل مواصفات القوّة، إن كان من الناحية الروحية أو الجسدية وتجده لا يستعمل قواه من أجل أن يتحّكم بالآخر أو لكي يكون هو صاحب السلطان في كل شيء، هل تظن أن هذا الشخص موجود في العالم.
يسوع وحده صاحب الطبيعة الأزلية الذي إن قال جعل كل شيء موجود "فإنه فيه خلق الكلّ. ما في السموات وما على الأرض. ما يرى وما لا يرى سواء كان عروشا أم سيادات، أم رياسات أم سلاطين الكل به وله قد خلق" (كولوسي 16:1)، هو نفسه جاء لكي يعلمنا التواضع وليدربنا كيف نخدم بعضنا البعض بروح المحبة النقية الخالية من الحسد والبغض والكبرياء، فهو معلمنا النموذجي الذي قدم لنا نفسه مثالا عن أعمق خادم مليء بصفات رائعة تبهر القلب والعقل معا.
وهو صاحب القاعدة الذهبية التي تعلم كيفية فهم ضعف الذات امام عظمة القدير "وأكبركم يكون خادما لكم، فمن يرفع نفسه يتضع، ومن يضع نفسه يرتفع" (متى 11:23)،اذا كنت تظن نفسك كبيرا في عمقك الروحي أو عظيما في شخصيتك درّب نفسك أن تكون خادما للكل فعندها هم سيرفعونك وأمام الجميع، والأهم من ذلك أن تكون هذه المواقف أمام سيادة الله العظيمة لكي نعكس بالحقيقة ما تعلمناه من يسوع، فالذي يسمي نفسه خادما عليه أن يثبت ذلك من خلال حياته اليومية مع المسيح، دون أن يسعى بالتفرد والأحادية.
وإلى جميع الأحبة الذين لم يتعرفوا بعد على هذه الشخصية المميزة التي طرحت أمور تحيّر العقل البشري فنجد العظمة تحولت إلى تواضع والقوّة إلى ضعف والعدل إلى رحمة والدينونة إلى غفران وكل هذه التناقضات الموجودة في الحياة جمعها الله لكي يكون المتقدّم خادما بين الجميع، وأقول إلى الذي لم يتعرف بعد إلى المسيح تعال وادخل إلى هذه الشخصية التي ستبهرك في حضورها البهي، فتوبتك وإيمانك بالذي صلب وقام من أجلك سيمنحك الغفران والخلاص وأيضا سيعطيك القدرة لكي تحيا بعكس تيار العالم المليء بالقساوة والظلام لكي تتأمل بما قدمه يسوع فهل تأتي إليه "وأما انتم فليس هكذا بل الكبير فيكم ليكن كالأصغر والمتقدم كالخادم" (لوقا 26:22).